الحظر العالمي للبلاستيك: خطوة نحو التنمية المستدامة

في الآونة الأخيرة، فرضت العديد من البلدان والمناطق في جميع أنحاء العالم حظرًا على استخدام البلاستيك لمكافحة التأثير البيئي للتلوث البلاستيكي. وتهدف هذه السياسات إلى الحد من استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتشجيع إعادة تدوير النفايات البلاستيكية وإعادة استخدامها، وتعزيز الاستدامة البيئية.

وفي أوروبا، نفذت المفوضية الأوروبية سلسلة من التدابير الصارمة للحد من البلاستيك. منذ عام 2021، حظرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بيع أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والقش، وأدوات النمام، وعصي البالونات، وحاويات الطعام والأكواب المصنوعة من البوليسترين الممدد. بالإضافة إلى ذلك، يفرض الاتحاد الأوروبي على الدول الأعضاء الحد من استخدام المواد البلاستيكية الأخرى ذات الاستخدام الواحد وتشجيع تطوير واعتماد البدائل.

فرنسا هي أيضا في طليعة الحد من البلاستيك. أعلنت الحكومة الفرنسية حظرًا على عبوات المواد الغذائية البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد بدءًا من عام 2021 وتخطط للتخلص التدريجي من الزجاجات البلاستيكية وغيرها من المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. بحلول عام 2025، يجب أن تكون جميع العبوات البلاستيكية في فرنسا قابلة لإعادة التدوير أو قابلة للتحويل إلى سماد، بهدف تقليل النفايات البلاستيكية بشكل أكبر.

وتشارك الدول الآسيوية بنشاط في هذا الجهد أيضًا. فرضت الصين حظرًا جديدًا على البلاستيك في عام 2020، حيث حظرت إنتاج وبيع أدوات المائدة البلاستيكية الرغوية ذات الاستخدام الواحد ومسحات القطن، وتقييد استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل بحلول نهاية عام 2021. وبحلول عام 2025، تهدف الصين إلى حظر المنتجات البلاستيكية غير القابلة للتحلل بشكل كامل. -استخدام المنتجات البلاستيكية وزيادة معدلات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية بشكل كبير.

كما نفذت الهند تدابير مختلفة، فحظرت مجموعة من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بما في ذلك الأكياس البلاستيكية، والقش، وأدوات المائدة، بدءا من عام 2022. وتشجع الحكومة الهندية الشركات على تطوير بدائل صديقة للبيئة وزيادة الوعي العام حول حماية البيئة.

وفي الولايات المتحدة، أصدرت العديد من الولايات والمدن بالفعل حظراً على استخدام البلاستيك. نفذت ولاية كاليفورنيا حظرًا على الأكياس البلاستيكية في وقت مبكر من عام 2014، وحذت ولاية نيويورك حذوها في عام 2020 من خلال حظر الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المتاجر. كما اتخذت ولايات أخرى، مثل واشنطن وأوريجون، إجراءات مماثلة.

إن تنفيذ هذا الحظر على البلاستيك لا يساعد فقط في الحد من التلوث البلاستيكي، بل يعزز أيضًا تطوير المواد المتجددة والبدائل الصديقة للبيئة. ويشير الخبراء إلى أن الاتجاه العالمي نحو الحد من استخدام البلاستيك يعكس التزامًا متزايدًا بحماية البيئة، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تعزيز جهود الاستدامة العالمية.

ومع ذلك، هناك تحديات في تنفيذ هذا الحظر. تقاوم بعض الشركات والمستهلكين اعتماد البدائل الصديقة للبيئة، والتي غالبًا ما تكون أكثر تكلفة. ويتعين على الحكومات تعزيز الدعوة إلى السياسات والتوجيه، وتعزيز الوعي البيئي العام، وتشجيع الشركات على الاستثمار في البحث والتطوير لتقليل تكلفة البدائل الصديقة للبيئة، وضمان التنفيذ الناجح والطويل الأجل لسياسات الحد من البلاستيك.


وقت النشر: 08 أغسطس 2024